إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
كتاب الروض المربع الجزء الأول
91024 مشاهدة
ما يقال بين التكبيرات

ويقول بين كل تكبيرتين: الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، وصلى الله على محمد النبي الأمي وآله وسلم تسليما كثيرا لقول عقبة بن عامر سألت ابن مسعود عما يقوله بعد تكبيرات العيد قال: يحمد الله ويثني عليه ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم. رواه الأثرم وحرب واحتج به أحمد وإن أحب قال غير ذلك؛ لأن الغرض الذكر بعد التكبير.


بين كل تكبيرتين يسكت قليلا بالرغم أن الصلاة ليس فيها سكوت، فلا بد أنه يأتي بذكر لا بد أنه يأتي بشيء يتلفظ به؛ فمن الأنسب بأن يأتي بهذا الذكر أن يقول بعد قوله: الله أكبر. أن يقول: الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، وصلى الله على محمد النبي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
فإن هذا جامع بين أنواع الذكر؛ ففيه التكبير وفيه التسبيح وفيه التحميد، وفيه الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فجَمع أنواع الذكر المطلوبة، فأصبح هو أعلى أنواع المطلوب؛ هذا هو السبب في اختياره.
ولا شك أَنَّ جمعه لهذا ظاهر، فالتكبير معناه تعظيم الله، إذا قال: الله أكبر كبيرا؛ يعني أعتقد أن الله أكبر، وأنه هو الكبير، هو الكبير على خلقه، وعند ذلك يكون ما سواه صغيرا حقيرا،كذلك إذا قال: الحمد لله كثيرا، إذا قال ذلك؛ اعتقد أن الله تعالى هو المستحق للحمد، والمستحق للثناء وحده، كذلك إذا قال: سبحان الله بكرة وأصيلا. اعتقد أن التسبيح الذي هو التنزيه لله؛ أي أنزه الله تعالى وأذكره في أول النهار وهو بكرة وفي آخره وهو الأصيل؛ أي أعتقد أن الله المستحق للتنزيه، كذلك إذا صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- سأل ربه أن يذكره في الملأ الأعلى، وأن يسلم عليه تسليما كثيرا؛ فعرف بذلك أنه جامع لهذه الأذكار وجامع للثناء على الله تعالى.
وإذا شاء أتى بغير ذلك؛ يعني أن بعض الأئمة قد لا يسكت سكوتا طويلا تتمكن فيه من هذا الذكر كله بل ساعة ما يكبر يسكت هنيهة ثم يكبر الثانية، فلك أن تقتصر على الباقيات الصالحات، فتقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر، أو تقول غير ذلك من أنواع الثناء.